أقبلت الإجازة الصيفية، وهي فرصة عظيمة لاغتنام وقتها فيما يعود بالنفع على أبنائنا ومجتمعنا، فالوقت أغلى نعم الرحمن، وأنفس ما يملكه الإنسان، وقد أقسم به ربنا سبحانه في القرآن، فقال: ( وَالْعَصْرِ• إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ• إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
فالوقت هو حياة المرء وعمره، وفيه سعيه وعمله، وعنه يسأل عند ربه، قال ﷺ: « لَا تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ؛ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ» وَذَكَرَ أَوَّلَهَا: «عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ» .
وما أجمل قول الشاعر:
وَالْوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ
فيا فوز من أدرك قيمة الوقت فبادر إلى اغتنامه، قال النبي ﷺ: « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ فَارِغًا، لَا فِي عَمَلِ الدُّنْيَا، وَلَا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ"، فلنغتنم العطلة الصيفية في تعليم أولادنا القرآن الكريم، ليقربهم إلى ربهم، ويهذب أخلاقهم، ويقوي لغتهم العربية، ولنحرص على تزويدهم بمهارات وأنشطة مفيدة، كالقراءة التي تغذي عقولهم، وتوسع مداركهم، وتزيد ثقافتهم، والرياضة التي تقوي أجسامهم، وتبني شخصيتهم، وتكسبهم الثقة في أنفسهم، وغير ذلك من الأعمال التي تعود على الوطن بالتقدم والخير.
ومن مسؤولية الأمهات والآباء متابعة أبنائهم وتوجيههم إلى حسن استخدام وسائل التواصل المختلفة، حفاظا على أفكارهم وأخلاقهم، وقيمهم وسلوكهم.
** مقتطفات من خطبة الجمعة: 23 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 22/07/2022.